كشف الدكتور وائل هلال، أمين صندوق نقابة الصيادلة، عن مفاجأة من العيار الثقيل بشأن دواء فيروس سي الجديد (سوفالدي)، حيث أعلن أن إخطار تسجيل المستحضر الوارد إلي مصر ليس أمريكي الصنع، وأن شركة "جلعاد" الأمريكية أسندت تصنيعه إلى شركة "باثيون" الكندية علي أن يتم تغليفه و تعبئته في أيرلندا.
وأوضح في بيان للنقابة مساء السبت، أن المستحضر لم يتم تصنيعه وتداوله لمدة عام ببلد المنشأ ( كندا ) حتى الآن بالمخالفة للقرار الوزاري رقم296 لسنة 2009، ورغم ذلك فإن الإدارة المركزية للشئون الصيدلية قد اعتمدت شهادة تسجيل المستحضر في أمريكا وشهادات منظمة الأغذية و الدواء الأمريكية لمستحضر كندي الصنع على أن توافيهم الشركة بشهادة تسجيله و تداوله بكندا.
وأضاف هلال، أن تسعير المستحضر بمبلغ 14940 جنيهًا هو رقم مبالغ فيه بشكل كبير، خاصة إذا علمنا في مفاجأة صادمة أن الشركة نفسها (جلعاد) أعطت حق تصنيعه لسبعة شركات هندية منهم "سيبلا" و"هيتيرو" و"ميلان" بمبلغ في حدود 300 دولار للعبوة الواحدة، بما يعادل 15 % من السعر المصري.
وشدد هلال، على أنه ضرورة قيام وزير الصحة الدكتور عادل عدوي، ولجنة التسعير بالإدارة المركزية لشئون الصيدلة، بتخفيض سعر "سوفالدي" بمصر مثل أقل دولة في العالم وفقًا للمادة 11 من القرار الوزاري رقم 499 لسنة 2012، وفي ظل إنخفاض سعر المادة الخام عالميًا إلى ما يقرب من 10 دولار للكيلو كما هو موضح بالمستندات في موافقة على شحنة واردة إلى إحدى الشركات المصرية من أوروبا في 18/9/2014 بغرض التجارب والأبحاث.
ولفت هلال، إلى أن مصر تعتبر صاحبة النسبة الأولي في العالم في نسبة الإصابة بفيروس سي بحوالي 12 مليون مريض ينضم لهم سنويًا ربع مليون حالة تقريبًا، مما يعني أنه يتوجب أن يكون الدواء هو الأقل سعرًا في العالم وأن يخفض سعره لكي يكون متاحًا لكافة الفئات الفقيرة والمتوسطة التي لا تستطيع شراء الدواء ولا تملك رفاهية خطة الوزارة في معالجة بضعة ألاف سنويًا من أصل 12 مليون.
ودعا هلال، وزارة الصحة إلى عقد إجتماع يشمل كافة الأطراف المعنية بالأمر داخل الوزارة مع هيئة مكتب النقابة العامة للصيادلة لوضع خطة للتعامل مع هذه المشكلة القومية في ظل ظهور هذه الأجيال الجديدة من أدوية علاج الفيروسات.
من جانبه، قال الدكتور هيثم عبد العزيز، عضو نقابة الصيادلة، إن شركة "جلياد" تم تسعير منتجها بحوالي 2670 جنيهًا للعبوة الواحدة التي تكفي لمدة شهر على الرغم من أنها قامت بإستيراد 3.5 كيلو جرام من المادة الفعالة بسعر 30 دولار أي أن سعر الكيلو جرام الواحد أقل من 10 دولار أو حوالى 70جنيهًا.
وتابع عبد العزيز، انه إذا علمنا أن المريض يحتاج إلى حوالي 34 جرامًا "سوفوسبوفير"، وبالقيام بعملية حساب بسيطة، سنعلم أن الكيلو جرام سيكفي حوالي 29 كورسًا علاجيًا كاملاً، ما يعني أن70 جنيهًا مادة فعالة ستؤدي إلى حوالي 230 ألف جنيه أرباح.
وتضمنت المستندات موافقة الإدارة المركزية للشئون الصيدلية بوزارة الصحة على استيراد 3.5 كيلو جرام من المادة الخام لعقار سوفوسبوفير (سوفالدي) بقيمة إجمالية 30 دولار أمريكي، حيث إن الشركة المصدرة هي كاد الشرق الأوسط للصناعات الدوائية، وهي شركة سعودية تأسست في الرياض وبدأت الإنتاج عام 2013 (السعودية دخلت مجال تصنيع المادة الخام الفعالة دوائيًا، كما أن الشركة المستوردة هي الشركة الأوروبية للصناعات الدوائية وهي شركة مصرية خاصة.
وأوضحت المستندات، أن المريض الواحد يحتاج الى 33.6 جرامًا من العقار أي أن هذه الكمية ذات الثلاثين دولار (حوالي 215 جنيه مصري) تكفي لعلاج حوالي 104 مريضًا.